trackingchangesarticle

إن التعايش مع مرض التصلُّب المتعدد بشكلٍ طيب يشمل العديد من الجوانب المختلفة، من الأكل الصحي إلى ممارسة الرياضة، ومواكبة أحدث التطورات العلمية والتأكد من أنك قادر على الاستمرار في استثمار الوقت في العلاقات المهمة مع العائلة والأصدقاء. إلا أن أحد أهم طرق التحكم بمرض التصلُّب المتعدد هو إدراك أي تغيُّرات تطرأ على الأعراض، وإبلاغ طبيب الأعصاب أو ممرض(ة) التصلب المتعدد بها. 

يمكن أن تكون التغيُّرات في الأعراض مؤشرًا على انتقال مرض التصلُّب المتعدد إلى المرحلة التالية، وغالبًا ما يكون هذا الانتقال من التصلُّب المتعدد المنتكس المُعاوِد الذي تشتد فيه الأعراض وتقل، إلى التصلُّب المتعدد الثانوي المُترقي الذي تأتي فيه الأعراض بشكلٍ متسق وتكون مستمرةً أكثر 1.

بشكل عام، تحتاج هذه المراحل المختلفة من مرض التصلُّب المتعدد إلى طرق مختلفة للتعامل معها، لذا فإن إبلاغ طبيبك بهذه الأمور مهم للتأكد من أنك على الطريق الصحيح وأنك قادر على تأخير تقدُّم الأعراض2. أظهرت الدراسات بالفعل أنه كلما أسرعت في التعامل مع الأعراض المتغيرة كانت فرصتك أفضل في إبطاء تقدُّم المرض. نظرًا إلى أن مرض التصلُّب المتعدد يتغير بمرور الوقت، فإن الانتقال عبر مراحله المختلفة متَّبِعًا طريقة "الانتظار والترقب" قد يُصَعِّب التعامل معه3

ومع ذلك، نعلم أن ملاحظة التغيُّرات – خاصةً تلك التي تظهر تدريجيًّا – أسهل قولًا منه فعلًا. قد يكون من الصعب أن تتعلم الملاحظة والتتبع، لكن الفكرة هي أن تجد طرق التتبع الأنسب بالنسبة لك. بعد ذلك وبمجرد أن يصبح الأمر روتينيًّا، سوف يصبح التعامل معه أسهل بكثير. 

بعض الطرق المفيدة لتتبع التغيُّرات في الأعراض هي:

أن تفكر في نقاط زمنية محددة

إن ملاحظة التغيُّرات التي تحدث بأجسامنا لهو أمر صعب ونحن في قمة الصحة، فما بالك بأولئك الذين يعانون من مرضٍ طبيعتُه تتألف من فتراتٍ من الاحتدام! بدلًا من أن تحاول تتبع التغيُّرات كل يوم، ارجع بذاكرتك إلى الأشهر القليلة الماضية واسأل نفسك عما إذا كان هناك أي شيء تجده أكثر صعوبة الآن مما كان عليه آنذاك. يمكنك الاستعانة بالمناسبات المنتظمة مثل أعياد ميلاد أفراد عائلتك أو مواعيد الزيارات الصحية – أي شيء ذي معنى يعيد ذكريات واضحة ليوم معين

فكر في أنماط الانتكاس لديك

لا يتعلق تقدُّم مرض التصلُّب المتعدد بتغيُّرات الأعراض فحسب، بل يتعلق بمعدل تكرار الاحتدامات أيضًا4. وذلك لأن أعراض التصلُّب المتعدد المُترقي الثانوي أكثر اتساقًا واستمرارية4، فإذا كنت تلاحظ أن الأعراض أكثر شدة ولكن الاحتدامات أقل، فمن المهم إبلاغ طبيبك بذلك.

فكر في التغيُّرات الذهنية بالإضافة إلى الجسدية

إن تغيُّرات أعراض مرض التصلُّب المتعدد ليست فقط في علامات المرض الجسدية، بل في العلامات الإدراكية أيضًا. في كثير من الأحيان يكون ضعف الذاكرة أو صعوبة الحفاظ على تسلسل أفكارك علامات على أنك تنتقل إلى مرحلة مختلفة من مرض التصلُّب المتعدد5، لذا تأكد من أن تتتبع هذه الأعراض بالإضافة إلى أعراضك الجسدية.

استعد لموعدك

من الصعب تقديم صورة دقيقة عن تغيُّرات الأعراض في لحظتها وأنت تتحدث مع طبيب الأعصاب أو ممرض(ة) التصلُّب المتعدد، لذلك من المهم حقًّا التَّحضير لهذه المواعيد مسبقًا والوصول ومعك موجز بالتغيُّرات الإدراكية والجسدية التي لاحظتها منذ آخر موعد لك.
 
لقد ابتكرنا أداة مفيدة لمساعدتك في تتبع التغيُّرات. اطبع نسخة وأكملها قبل استشارتك التالية وكن جاهزًا لتناقشها مع طبيبك. بهذه الطريقة، يُمكِنك أن تكتشف أي بوادر تغيير وتبدأ في التعامل مع تقدُّم المرض في أسرع وقت ممكن.

المراجع: