كيفية التحدث عن مرض التصلُّب المتعدد في العمل

إن تشخيصك بأنك مصاب بمرض التصلُّب المتعدد لا يعني في حد ذاته أن يتعين عليك ترك وظيفتك – بل العكس هو الصحيح! فترك العمل من عدمه هو قرار شخصي؛ فالأشخاص مختلفون عن بعضهم البعض وأعراضهم كذلك مختلفة، لذلك سيتوقف اتخاذ القرار بالكامل على ظروف الفرد. الأمر متروك لك بشكل أساسي. 

ولكن إذا اتخذت قرارًا بالبقاء في العمل، فقد يلزمك إجراء تغييرات على حياتك العملية، بحيث تناسب أعراض مرض التصلُّب المتعدد لديك، وهذا الأمر قد يستلزم إخبار مديرك وزملائك في العمل بماهية حالتك. 

لقد أجبنا عن بعض الاستفسارات التي قد تكون لديك بخصوص مرض التصلُّب المتعدد، والحياة العملية والإفصاح عن ماهية حالتك:

1) هل يجب أن أخبر مديري بماهية مرضي؟ 

لا يجب عليك أن تخبره، ولكنك قد ترغب في فعل ذلك. 

ربما لم تكن تلك هي الإجابة الحاسمة التي كنت تنتظرها، ولكن هنالك بعض الاعتبارات التي يجب وضعها في الحسبان قبل اتخاذ قرار في ذلك الأمر.

إذا كنت تعمل في وظيفة يمكن أن يؤثر فيها مرض التصلُّب المتعدد على صحتك وسلامتك أو صحة وسلامة الآخرين، فيفضل أن تخبر صاحب العمل بماهية مرضك. إذا كانت الوظيفة تنطوي على أنشطة مثل تشغيل الآلات الثقيلة أو القيادة على سبيل المثال، فيجب أن تخبر صاحب العمل بماهية مرضك. ليس سرًا أيضًا أن مرض التصلُّب المتعدد يُعد من الأمراض المترقية. لذا فإخبار مديرك مبكرًا وليس متأخرًا سيكون أفضل وسيساعدك على المدى البعيد  

بخلاف ذلك، فالأمر متروك لك تمامًا! إذا كنت تريد دعمًا في العمل أو إذا طلبت تعديلات معقولة تلائم حالتك، فربما يكون من المفيد أن تشرح بالضبط السبب وراء ذلك. أو إذا كنت قلقًا بشأن تأثير مرض التصلُّب المتعدد على عملك في المستقبل، فقد يتعين عليك ببساطة أن تخبرهم بمرضك ليكونوا على دراية بالأمر. فإذا أدركوا مثلًا أن الإرهاق هو أحد أعراض مرض التصلُّب المتعدد، فسيدركون إلى أي مدى يمكن أن يؤثر هذا العرض على عملك.
 

2) ما "التعديلات المعقولة" الملائمة لحالتي التي ينبغي لي طلبها؟ 

إذا كنت ترى أنك تريد المزيد من الدعم في العمل، فيمكنك التحدث إلى مديرك بشأن التعديلات المعقولة الملائمة لحالتك. والتعديل المقبول هو تغيير يجريه صاحب العمل على وظيفتك أو مكان عملك، من أجل التأكد من أنك لست في وضع غير مواتٍ مقارنة بزملائك. 

ستتوقف التعديلات المعقولة على الأعراض التي تعاني منها وعلى وظيفتك وبيئة عملك، ولكن بعض الأمثلة تشمل ما يلي:

• ساعات العمل التي تتسم بالمرونة 
• إتاحة إمكانية العمل من المنزل 
• التقييم المكتبي وإجراء تعديلات على مكان العمل بما يتلاءم مع الأعراض التي تعاني أنت منها. وهذا قد يشمل توفير كرسي مريح أو إجراء عمليات ضبط على شاشة الكمبيوتر على سبيل المثال. 
• زيادة عدد فترات الراحة على مدار اليوم 

3) إذا أردت إخبار مديري، فيكيف أتطرق إلى الموضوع؟

نعلم أنه ليس من السهل بالضرورة أن تتحدث عن مرض التصلُّب المتعدد في أفضل الأوقات وأنك قد تشعر بالرهبة حيال التحدث عن حالتك وأعراضك مع أصحاب العمل والزملاء. ولكن لا داعي للقلق، حيث إنه توجد عدة طرق لكي تكون "الدردشة بخصوص مرض التصلُّب المتعدد" بناءة بدرجة كبيرة ولا تجعلك تشعر بالحرج.

• بحسب علاقتك مع صاحب العمل، فقد يُفضل أن تتحدث أولًا مع مديرك المباشر أو شخص ما تعمل معه عن كثب أكثر. وهو بدوره سيسدي لك النصيحة عما يجب عليك فعله بعد ذلك وقد ينقل حديثك إلى أفراد أعلى رتبة في فريق العمل. 
• وأيًّا كان الشخص الذي ستتحدث معه في النهاية، فإن المحادثة يمكن أن تكون على النحو المريح بالنسبة لك: فربما تكون في صورة دردشة ودية أثناء تناول القهوة أو قد تكون في صورة اجتماع أكثر رسمية تطلب عقده في المكتب. كما يمكنك حتى إرسال ذلك في رسالة بريد إلكتروني إذا كنت تشعر أن ذلك مناسب لك! 
• احرص مسبقًا على إعداد الأمور التي تريد التحدث بشأنها في الدردشة، بما في ذلك أمور مثل توضيح ماهية مرض التصلُّب المتعدد، والعلاج والرعاية التي تحصل عليها خارج العمل، ومدى تأثير المرض على طريقة عملك. ربما يتعين عليك أن تطلب عقد اجتماع آخر لتناقش فيه على وجه الخصوص الدعم والتعديلات المعقولة التي قد تحتاجها، لمنحهم وقتًا للتحضير. 
• إذا كانت الشركة التي تعمل فيها بها إدارة موارد بشرية فربما يتعين عليك أيضًا أن تتحدث مع المسؤول في تلك الإدارة. وقد يكون هذا قبل التحدث مع مديرك، حتى يسدي إليك النصيحة بشأن كيفية التطرق إلى الموضوع أو يمكن أن يكون ذلك في اجتماع مع مديرك في المكتب أيضًا، لمناقشة الخطوات التالية. 144

4) ماذا عن زملائي؟

نكرر أنه لا يتعين عليك أن تخبر زملاءك بأنك مصاب بمرض التصلُّب المتعدد كما أنه لا يحق لمديرك أن يخبر أي شخص عن مرضك إلا إذا وافقت على ذلك. قد يكون من الجيد أن تخبر زملاءك بمرضك إذا كنت تريد مساعدتهم على فهم السبب وراء احتياجك للمزيد من الدعم ومتى تحتاج إليه. فغالبًا ما يكون الزملاء أصدقاء أيضًا، لذا فدعمهم لك قد يجعل الحياة العملية مع مرض التصلُّب المتعدد أسهل بكثير.

المراجع:

1.Website ‘MS Society’ Work, MS and you. Available at: https://www.mssociety.org.uk/care-and-support/everyday-living/working-and-ms/work-ms-and-you