sleepingcatarticle

يقولون أنه لا يوجد شيء يضاهي النوم الجيد ليلًا. لسوء الحظ، بالنسبة لنصف الأشخاص المصابين بمرض التصلُّب المتعدد، فإن الحصول على ثماني ساعات كاملة من النوم ليس سوى حلم بعيد المنال. إن النوم الجيد أمر بالغ الأهمية لصحتك الجسدية والإدراكية؛ لقد جمعنا أحدث الأبحاث حول مرض التصلُّب المتعدد والنوم، بالإضافة إلى النصائح والحيل للحصول على وقت نوم أفضل:

إن الإرهاق هو أحد أكثر أعراض التصلُّب المتعدد صعوبة، حيث يؤثر على 75٪ على الأقل من الأشخاص في مرحلة ما. يمكن أن تساهم التغيُّرات التي تحدث في المخ في الشعور بالتعب طوال الوقت الذي قد تعرفه جيدًا. ولكن من ضمن الأعراض التي قد لا تتصل بالضرورة بمرض التصلُّب المتعدد، والتي تُعَد سارقة حقيقية للنوم من العيون، هي تقلصات وآلام الساق الليلية ومشاكل المثانة.

التصلُّب المتعدد ومتلازمة تململ الساقين

يبدو أن متلازمة تململ الساقين، وهي حالة تصيب الجهاز العصبي وتؤدي إلى رغبة لا يمكن السيطرة عليها في تحريك الساقين، شائعة بشكل خاص بين الأشخاص المصابين بمرض التصلُّب المتعدد. في الواقع، كشفت دراسة أُجريت على 156 شخصًا مصابًا بمرض التصلُّب المتعدد عن أن حوالي ثلثهم أُصيب بهذه الحالة. الإحساس بالوخز والخدر في الساقين يجعل من الصعب عليك بالتَّأكيد النوم ليلًا، لكن متلازمة تململ الساق مرتبطة أيضًا بالارتعاش اللاإرادي في الذراعين والساقين - لذلك حتى إذا تمكنت من النوم، فقد تستيقظ مع حدوث هزة أثناء الليل.

الاضطرابات مثل انقطاع التنفس أثناء النوم

إذا كنت تمضي وقتًا طويلًا مُغلِقًا عينيك ولكنك منهك ومستيقظ، فقد تكون جودة نومك سيئة بسبب أحد اضطرابات النوم. كشفت إحدى الدراسات التي أُجريت على الأشخاص المصابين بمرض التصلُّب المتعدد عن أن نسبة كبيرة منهم يعانون من اضطراب واحد أو أكثر من اضطرابات النوم لم يكونوا حتى على دراية بها.

يُعَد انقطاع التنفس أثناء النوم من بين هؤلاء اللصوص الشائعين الذين يسرقون النوم. يمكن أن تؤثر التغيُّرات التي تحدث في المخ التي يسببها مرض التصلُّب المتعدد على التنفس أثناء النوم، فيصبح غير مُنَسَّق. نتيجة لذلك، تكون مستويات الأكسجين أقل مما ينبغي أن تكون عليه أثناء الليل، ولذلك لا يستريح الجسم كما يجب. في إحدى الدراسات، وُجِد أن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بمرض التصلُّب المتعدد يعانون من هذه المشكلة، دون حتى أن يدركوا ذلك.

القلق والأرق

يحدث العديد من مشاكل النوم بسبب عوامل ثانوية مثل الإجهاد أو انعدام ممارسة الأنشطة أو الاكتئاب، وهي عوامل شائعة جدًّا أيضًا لدى الأشخاص المصابين بمرض التصلُّب المتعدد. فعلى سبيل المثال، يعاني نحو ثلث المصابين بمرض التصلُّب المتعدد من القلق، وهو سبب شائع للأرق.  

طرق للمساعدة على الخلود إلى النوم

التحدث إلى طبيبك هو أفضل ما يمكنك فعله إذا كنت تشعر بالتعب وتكافح من أجل النوم. هناك العديد من الطرق لعلاج اضطرابات النوم، وهي تتراوح بين تغيير نمط الحياة إلى تلقي الأدوية والحصول على الاستشارات. غالبًا ما يؤدي علاج الأعراض التي يمكن أن تشوش النوم، مثل فرط نشاط المثانة أو فرط التوتر التشنجي، إلى إحداث فرق كبير في لياليك. فيما يلي بعض الطرق الأخرى لمساعدتك في الحصول على تلك الساعات الثماني:

• اخرج: يساعد الضوء الطبيعي على ضبط ساعة جسمك وتنظيم هرمونات النوم - مما يجعل الهواء النقي أحد أفضل علاجات النوم على الإطلاق. يُمكِن أن تساعد التمارين الرياضية أيضًا على النوم، لذا فإن التنزه في الهواء الطلق يعد فوزًا مزدوجًا.

• مارس عادات نوم جيدة: يمكن أن يساعد الالتزام بروتين صارم فيما يخص وقت النوم في ضبط ساعتك البيولوجية والمساعدة على النوم الجيد ليلًا. ذلك يعني الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة وضبط المنبه لإيقاظك في الوقت نفسه كل يوم - بصرف النظر عن مدى رغبتك في الاستلقاء!

• إيقاف تشغيل الأجهزة: تجنب شاشات التلفاز والكمبيوتر قبل ساعة على الأقل من النوم لأن الضوء الأزرق يمكن أن يثبط مستويات هرمون النوم "الميلاتونين".

• اخلق ملاذًا: تأكد من أن غرفة نومك خالية من الفوضى (الأشياء المبعثرة) وباردة ومظلمة. ضع ستائر معتمة، إذا لزم الأمر، لحجب الضوء.

• الحد من تناوُل القهوة: يعتبر الكافيين منبهًا قويًّا ويمكن أن يؤثر على النوم لمدة تصل إلى ست ساعات من بعد آخر رشفة. يمكن أن تمنعك المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا وحتى الشوكولاتة من الحصول على النوم الذي تحتاجه، لذلك من الأفضل تجنبها - خاصةً في النصف الثاني من اليوم. 

• تحدَّث إلى طبيبك: نعم، نعلم أننا قلنا هذا بالفعل، لكن الأمر يستحق التكرار! قد يكون لقلة النوم تأثير خطير على صحة الجميع، إلا إنه يؤثر بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أعراض مرض التصلُّب المتعدد. وجدت إحدى الدراسات أن النوم مرتبط بإصلاح الميالين، وذلك بفضل زيادة إنتاج خلايا المخ التي تسمى سلائف الخلية الدِبقية قَليلة التَغصن أثناء غفوتك. قد يكون هذا هو السبب في أن النوم المريح يمكن أن يساعد في تخفيف العديد من الأعراض الشائعة لمرض التصلُّب المتعدد، ومن ضمنها الإرهاق المُزمِن ومشاكل الحالة المزاجية والذاكرة. 

قد يكون النوم الجيد ليلًا هو كل ما تحتاجه إذا كنت تتعايش مع مرض التصلُّب المتعدد. لذا توقف عن التقلُّب والاستدارة وتحدث إلى طبيبك. ودلل نفسك ببعض البيجامات الجديدة أثناء تواجدك بالمنزل - فإذا كنت ستحظى بأحلام سعيدة، فيمكنك فعل ذلك بأناقة أيضًا!

المراجع:

  1. Website ‘NHS.uk’ Symptoms, Multiple Sclerosis, Fatigue. Available at: https://www.nhs.uk/conditions/multiple-sclerosis/symptoms/#fatigue
  2. Website ‘National Institute of Neurological Disorders and Stroke’ Restless leg syndrome. Available at: https://www.ninds.nih.gov/Disorders/Patient-Caregiver-Education/Fact-Sheets/Restless-Legs-Syndrome-Fact-Sheet
  3. Website ‘National MS Society’ News October 15 2014. Available at: https://www.nationalmssociety.org/About-the-Society/News/New-Study-Finds-that-Sleep-Disorders-are-Common-an
  4. Tiffany J. Braley, MD, MS; Benjamin M. Segal, MD; Ronald D. Chervin, MD, MS . Sleep-disordered breathing in multiple sclerosis. Available at: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3425840/pdf/znl929.pdf
  5. Website ‘National Sleep Foundation’ Multiple Sclerosis and Sleep. Available at: https://www.sleepfoundation.org/articles/multiple-sclerosis-and-sleep